ديلي سبورت عربي-وكالات
لم تكن استقالة زبير بية من رئاسة النجم الساحلي مجرد قرار إداري عابر، بل صدمة جديدة تهزّ أركان أحد أعرق الأندية التونسية.
بعد أشهر قليلة من انتخابه رئيساً، يرحل أسطورة “ليتوال” في لحظة تجمع بين الإحباط الرياضي والضبابية الإدارية، ليُفتح الباب مجددًا أمام سؤال ملح: إلى أين يتجه النجم الساحلي؟
هزيمة مؤلمة تُشعل الانفجار
خروج النجم الساحلي من كأس الكونفيدرالية الأفريقية أمام نادي نيروبي يونايتد الكيني كان القشة التي قصمت ظهر الإدارة.
فبعد فوز كل فريق بنتيجة (2-0) على أرضه، حُسمت المواجهة بركلات الترجيح، لتتبدد آمال الجماهير في إنقاذ موسم باهت.
الخيبة القارية جاءت لتعمّق أزمة الثقة بين الإدارة والجمهور، وتضع زبير بية في مرمى الانتقادات، رغم أن ولايته لم تتجاوز بضعة أشهر.
أزمة مالية خانقة تضرب الفريق
إلى جانب الإقصاء القاري، يواجه النجم الساحلي وضعًا ماليًا صعبًا، جعل قدرته على المنافسة تتراجع بشكل لافت.
مصادر قريبة من النادي أكدت أن الديون المتراكمة ورواتب اللاعبين المتأخرة تسببت في توتر داخلي متصاعد، أثّر على الأداء الفني للفريق في الدوري التونسي.
نتائج سلبية… ومركز لا يليق بالتاريخ
في الدوري، يحتل النجم الساحلي المركز الثاني عشر بـ9 نقاط فقط بعد 11 جولة (انتصاران، خمس هزائم، وتعادلان)، مع مباراة مؤجلة قد لا تغير كثيرًا من واقعه المقلق.
هذا التراجع جعل النادي بعيدًا تمامًا عن سباق المراكز الأولى التي اعتاد عليها، لتتزايد الدعوات داخل محيطه المطالبة بإعادة هيكلة شاملة.
من أسطورة الملعب إلى مقعد الرئاسة… ثم الرحيل المبكر
يُعد زبير بية (54 عامًا) أحد أبرز رموز النجم الساحلي والكرة التونسية، إذ سطّر مسيرة لامعة مع الفريق والمنتخب قبل أن يتجه إلى العمل الإداري.
تولى بية الرئاسة رسميًا في يوليو 2024 بعد فترة قصيرة كرئيس هيئة تسييرية مؤقتة، وكان يُنظر إليه كوجه إصلاحي قادر على إعادة الاستقرار إلى البيت الساحلي. لكن سلسلة النتائج السلبية والأزمات التنظيمية عجّلت بنهاية مبكرة لمسيرته الإدارية.
الخطوة التالية: اجتماع طارئ ومستقبل غامض
بحسب مصادر من داخل النادي، ستدعو إدارة النجم الساحلي إلى اجتماع استثنائي خلال الأيام المقبلة لبحث مستقبل الفريق وتعيين بديل مؤقت لبية.
الخيارات تبدو محدودة في ظل غياب توافق بين التيارات داخل الهيئة، وهو ما قد يؤجل أي قرارات جذرية إلى حين عقد جلسة عامة انتخابية جديدة.
تحليل: بين الحاجة إلى التجديد وحمل الإرث الثقيل
استقالة زبير بية تكشف أزمة أعمق من مجرد سوء نتائج؛ إنها أزمة بنيوية في إدارة الأندية التونسية التي تعاني من ضعف الحوكمة وغياب الاستدامة المالية.
اقرأ أيضًا: أزمة مالية خانقة تهدد مستقبل النجم الساحلي
النجم الساحلي، الذي كان رمزًا للانضباط والتميز القاري، يقف اليوم على مفترق طرق: إما إعادة البناء على أسس حديثة، أو البقاء رهينة صراعات داخلية تهدد تاريخه العريق.
خاتمة تحليلية:
رحيل بية لا يُغلق ملف الأزمات، بل يفتحه على مصراعيه. وبين الحنين إلى المجد الماضي والحاجة إلى واقع إداري جديد، يبدو أن النجم الساحلي يواجه واحدة من أكثر فتراته حساسية منذ عقود — فترة قد تحدد ملامح مستقبله في الكرة التونسية.