ديلي سبورت عربي-وكالات
في ليلة كروية لا تُنسى من الدوري السعودي للمحترفين، خطف الاتحاد تعادلاً بطعم الفوز أمام الخليج بنتيجة 4-4، بعدما قلب تأخره برباعية كاملة إلى نقطة ثمينة رغم النقص العددي لأكثر من ساعة.
الاتحاد والخليج: عودة لا تُصدق تنقذ كونسيساو من هزيمة قاسية
كانت المباراة بمثابة اختبار حقيقي لروح الفريق وشخصية مدربه البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة منذ توليه قيادة “العميد”.
لم يحتج الخليج سوى 18 دقيقة ليتقدم بهدفين مباغتين عبر جوشوا كينغ وكوستاس فورتونيس، مستفيدًا من سوء تمركز الدفاع الاتحادي وبطء التحولات.
بداية كارثية: انهيار دفاعي وطرد مبكر
وزاد الطين بلة حين تلقى فابينيو بطاقة حمراء في الدقيقة 32، ليجد كونسيساو نفسه أمام معضلة تكتيكية مبكرة.
وبعد خمس دقائق فقط، وسّع فورتونيس الفارق من ركلة جزاء، ليبدو أن المباراة تسير نحو سقوط مدوٍّ للاتحاد.
مع بداية الشوط الثاني، أضاف كينغ الهدف الرابع، ليعم الصمت أرجاء دكة الاتحاد، وسط دهشة الجماهير من الانهيار غير المسبوق.
ديابي يشعل شرارة العودة
رغم النقص العددي، أظهر موسى ديابي شخصية القائد حين قلص الفارق في الدقيقة 51، مانحًا الاتحاد بعض الأمل في العودة.
لكن بعد ذلك، بدا الخليج في طريقه لحسم اللقاء مع تراجع إيقاع الاتحاد وانخفاض معدّل خلق الفرص.
حتى الدقيقة 86، حين أعاد ديابي نفسه إشعال المباراة بهدف ثانٍ أشبه بإعلان ثورة متأخرة للعميد.
الوقت القاتل: روح الاتحاد تعود للحياة
في الوقت بدل الضائع، تحوّلت المباراة إلى ملحمة.
سجل ماريو ميتاي الهدف الثالث في الدقيقة 96 بعد ضغط متواصل على دفاع الخليج، قبل أن يختتم حامد الغامدي المعجزة الكروية في الدقيقة 98 بهدف التعادل الدرامي الذي فجّر احتفالات الاتحاديين.
كانت عودة الاتحاد بمثابة تأكيد على أن الفريق، رغم أزماته التكتيكية والنفسية، لا يزال يمتلك شخصية البطل التي لا تستسلم حتى صافرة النهاية.
كونسيساو تحت المجهر: أزمة نتائج رغم المقاتلة
ورغم الملحمة، تظل الأسئلة قائمة حول أداء الفريق في عهد سيرجيو كونسيساو، الذي لم يحقق أي فوز في الدوري حتى الآن، مكتفيًا بالمركز الثامن برصيد 11 نقطة، متأخرًا بفارق الأهداف عن الخليج السابع.
اقرأ أيضًا: قرعة كأس الملك السعودي: الاتحاد يواجه الشباب في قمة نارية

الفريق يُظهر روحًا قتالية متأخرة، لكن غياب التنظيم الدفاعي والبطء في الانتقال من الدفاع للهجوم يضع المدرب البرتغالي تحت ضغط متزايد من الجماهير والإدارة.
ما بعد التعادل: إشارة حياة أم استمرار للأزمة؟
عودة الاتحاد المذهلة أمام الخليج قد تُعد نقطة تحول إذا استطاع كونسيساو استثمارها لبناء زخم نفسي وتكتيكي جديد.
لكن دون معالجة الثغرات الدفاعية وتثبيت هوية هجومية واضحة، قد تتحول هذه “الريمونتادا” إلى مجرد استثناء لا يُغيّر الواقع.