ديلي سبورت عربي _ وكالات
بين أمجاد المونديال وعقدة التاريخ، يجد المنتخب المغربي نفسه أمام الموعد الأهم في القرن الحادي والعشرين. لم يعد الاكتفاء بالمركز الرابع عالمياً في قطر 2022 يروي عطش الجماهير المغربية، فالطموح الآن تجاوز حدود الإعجاز المونديالي ليصطدم بذهب القارة السمراء الغائب عن خزائن “الأسود” منذ نصف قرن. في “كان 2025″، تكتمل أركان القوة؛ جيل ذهبي يقوده أشرف حكيمي وإبراهيم دياز، وحنكة فنية يقبض عليها وليد الركراكي، ليدخل المغرب البطولة ليس فقط كبلد مستضيف، بل كمرشح فوق العادة لإنهاء عقدة الـ 50 عاماً وكتابة تاريخ جديد تحت شمس القارة الإفريقية.
العودة إلى العرش.. هل تبتسم الأرض لأصحابها؟
بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026، ستتوقف القارة السمراء عن الدوران. المغرب يفتح أبوابه لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه (بعد نسخة 1988). لكن هذه المرة، الدخول ليس كالمغادرة؛ “أسود الأطلس” لا يبحثون عن حسن الضيافة، بل عن استعادة تاج ضاع منهم منذ عام 1976.
رغم السطوة العالمية والحضور الدائم في المونديال (7 مشاركات آخرها نسخة 2026 المرتقبة)، إلا أن السجل القاري يظل “النقطة السوداء” التي تؤرق مضجع الكرة المغربية. لقب وحيد في 19 نسخة.. رقم لا يليق بمنتخب يرتعد له الخصوم في المحافل الدولية.

تشكيلة “غالاكتيكوس” إفريقيا
إذا نظرت إلى قائمة وليد الركراكي، ستظن أنك تشاهد تشكيلة “منتخب العالم”. يمتلك المغرب جيلاً ذهبياً لم تعرف له القارة مثيلاً في التوازن والمهارة:
أشرف حكيمي: المحرك النفاث لباريس سان جيرمان والقائد الملهم.
إبراهيم دياز: “ساحر” ريال مدريد الذي اختار قلب المغرب النابض.
ياسين بونو: جدار برلين الذي لا يقهر بين الخشبات الثلاث.
سفيان أمرابط وعز الدين أوناحي: مهندسو العمليات في وسط الميدان.
هذه الأسماء لا تلعب فقط من أجل المشاركة، بل تأتي مدججة بخبرات الملاعب الأوروبية الكبرى، وبغريزة “القتلة” أمام المرمى مع تواجد القناص أيوب الكعبي.
عناوين أخرى تهمك
2025 عام المغرب
يدخل الأسود البطولة وهو يعيش أزهى فترات تاريخه الرياضي. عام 2025 لم يكن مجرد سنة عادية، بل كان “إعصاراً مغربياً”:
منتخب الشباب: بطل العالم في تشيلي (إنجاز تاريخي).
المنتخب المحلي: بطل إفريقيا للمرة الثالثة.
المنتخب الرديف: يلعب نهائي العرب في أمام الأردن.

المغرب الحصن المنيع: لا هزيمة في الديار
العامل النفسي سيكون السلاح الفتاك للمغاربة. “الأسود” لم يتذوقوا طعم الهزيمة على أرضهم طوال التصفيات، محولين الملاعب المغربية إلى “مقبرة للخصوم”. بعد خيبة الأمل في كوت ديفوار، تبدو الرغبة في التعويض جامحة، والهدف واضح: اللقب القاري الثاني أو لا شيء.
هل ينجح حكيمي ورفاقه في تحويل “التوهج العالمي” إلى “مجد إفريقي”؟ الإجابة ستبدأ في ديسمبر، لكن المؤشرات تقول إن الأسود لن ترضى بغير الذهب هذه المرة.