نونو منديش.. الجناح الهادئ الذي يقود ثورة باريس سان جيرمان 


ديلي سبورت عربي – فرنسا

بينما يغرق كثير من نجوم باريس سان جيرمان السابقين في ضوء الشهرة، يختار البرتغالي نونو منديش طريقًا مختلفًا — طريق الهدوء والعمل بصمت. اللاعب الذي لا يهوى الأضواء، بات اليوم أحد أعمدة الفريق الباريسي الذي يعيد بناء هويته بعد رحيل مبابي وميسي ونيمار.

نونو منديش.. رمز الجيل الجديد في باريس

منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان عام 2021 قادماً من سبورتنغ لشبونة، تطور منديش ليصبح ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة لويس إنريكي. ومع تسجيله ثلاثة أهداف وصناعة مثلها هذا الموسم، بينها تمريرة حاسمة في الفوز التاريخي على باير ليفركوزن (7-2)، أثبت الظهير البرتغالي أنه أكثر من مجرد مدافع؛ إنه سلاح هجومي متكامل.

إلى جانبه يقف المغربي أشرف حكيمي على الجهة اليمنى، في ثنائية متجانسة تُعد اليوم من الأقوى في أوروبا. يقول منديش عن هذا التفاهم:

«أشرف وأنا في حالة جيدة، لكن هذا جهد جماعي… كرة القدم تتغير بسرعة».

بعد رحيل النجوم.. ولادة مشروع جماعي جديد

تُظهر نتائج باريس سان جيرمان هذا الموسم أن الفريق يتنفس بأسلوب جديد. فبعد التتويج بدوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي، يتصدر الآن الدوري الفرنسي بثبات، معولًا على لاعبين شبان طموحين أبرزهم عثمان ديمبيلي، العائد مؤخرًا من الإصابة.

رحيل الثلاثي مبابي وميسي ونيمار فتح الباب أمام جيل جديد من اللاعبين الجائعين للنجاح، وجعل من منديش نموذجًا للمحترف المتزن الذي يضع مصلحة الفريق فوق كل شيء. يقول اللاعب:

«أنا سعيد جداً لعثمان، لكن الأهم هو نجاح الفريق. لا أفكر في الكرة الذهبية».

لويس إنريكي.. المهندس الذي صقل موهبة منديش

يعترف منديش بدور المدرب الإسباني لويس إنريكي في تطويره تكتيكياً، موضحًا:

«في البداية لم أكن قوياً دفاعياً، لكن إنريكي ساعدني كثيرًا على التوازن بين الدفاع والهجوم، والآن أصبحت أفضل في الجانبين».

يرى متابعو باريس أن هذا التوازن هو ما جعل إنريكي يبني جانبي الملعب حول الثنائي منديش وحكيمي، وهو ما انعكس على الأداء الجماعي والصلابة الدفاعية.

البرتغال تراهن عليه في الطريق إلى المونديال

خارج أسوار باريس، يواصل منديش تألقه مع منتخب البرتغال الذي يقترب من ضمان التأهل إلى كأس العالم 2026. فقد صنع هدفاً لكريستيانو رونالدو في التعادل الأخير أمام المجر، ليؤكد أنه أصبح جزءاً أساسياً من مشروع المنتخب المستقبلي.

> «لا يزال أمامي الكثير لأتعلمه»، يقول منديش بابتسامة خفيفة، «لكن لا أعتقد أن هناك شيئاً لا أجيده حالياً».

منديش وصناعة هوية باريس الجديدة

يبدو أن باريس سان جيرمان بعد حقبة النجوم يسير نحو مرحلة أكثر نضجًا وواقعية، قوامها الانضباط والعمل الجماعي. في قلب هذه الثورة الهادئة يقف نونو منديش، اللاعب الذي لا يصرخ بأرقامه، بل يفرض احترامه بأدائه.

ربما لا يعتبر نفسه الأفضل في مركزه، لكن من يشاهد باريس اليوم يدرك أن هذا الشاب البرتغالي هو أحد أسباب تحوّل الفريق من نادٍ يعتمد على الأسماء إلى منظومة متكاملة تتنفس كرة حديثة.

Leave a comment

SPIN TO WIN!

  • Try your lucky to get discount coupon
  • 1 spin per email
  • No cheating
Try Your Lucky
Never
Remind later
No thanks