أدان البرلمان العربي الهجمات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محذرًا من خطورة التصعيد العسكري على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، التي تمر بمرحلة من التوترات المتزايدة ولا تحتمل المزيد من الاضطراب.
وأكد البرلمان في بيان له، أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك نحو التهدئة، ودعم الحلول الدبلوماسية للأزمات القائمة بدلاً من استخدام القوة، مشددًا على ضرورة احترام سيادة الدول، وفق ما تنص عليه مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ونبه البرلمان العربي إلى أن استمرار مثل هذه الاعتداءات لن يسهم إلا في تأجيج النزاعات، وزيادة الفوضى في المنطقة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والعمل على وقف التصعيد فورًا، ومنع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وجدد البرلمان العربي رفضه التام لاستخدام القوة العسكرية كأداة لحل النزاعات، مجددًا دعوته لاعتماد المسارات السياسية والدبلوماسية باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
وفي سياق آخر، دعا معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، إلى ضرورة التصدي الحازم لظاهرة الإساءة للرموز والمقدسات الدينية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات لا تندرج تحت حرية التعبير، بل تكرس مشاعر الكراهية وتقوض مبادئ التعايش.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العامة للمؤتمر البرلماني الثاني للحوار بين الأديان، الذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع البرلمان الإيطالي في العاصمة روما، حيث شدد “اليماحي” على أهمية إطلاق ميثاق برلماني دولي يجرم ازدراء الأديان، ويشكل مرجعية قانونية وأخلاقية في مواجهة خطابات الكراهية.
وأكد اليماحي أن الأديان جميعها تقوم على قيم التعايش والحوار، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في من يوظفون الدين لأغراض عنصرية أو سياسية، داعيًا البرلمانيين حول العالم إلى سن تشريعات تحمي حرية المعتقد، وتجرم خطاب الكراهية، وتعزز ثقافة التسامح والتفاهم بين الشعوب.
واختتم رئيس البرلمان العربي كلمته بالتأكيد على أن الحوار بين الأديان لم يعد ترفًا فكريًا، بل أصبح ضرورة إنسانية لتحقيق السلام العالمي، داعيًا إلى مواقف عقلانية وشجاعة تعلي من كرامة الإنسان وتدافع عن حقه في العيش بسلام، بغض النظر عن دينه أو معتقده.
Arabic