ديلي سبورت عربي _وكالات
في وقتٍ يعيش فيه ليونيل ميسي واحدة من أكثر فتراته استقرارًا منذ رحيله عن أوروبا، يبدو أن الأسطورة الأرجنتينية باتت تدرك أن الزمن، حتى بالنسبة للعظماء، لا ينتظر أحدًا. فبين تجديد عقده مع إنتر ميامي حتى عام 2028، والسعي لقيادة الفريق نحو أول لقب كبير في تاريخه، يعيش ميسي مزيجًا من الحماس والحنين — طاقة متقدة نحو المستقبل، وشعور دفين بأن فصلًا جديدًا من حياته يوشك أن يبدأ.
ليونيل ميسي يودع الأصدقاء القدامى
في مقابلة مؤثرة مع الصحفي فابريزيو رومانو لصالح منصة MLS Season Pass عبر Apple TV، تحدّث ميسي بصراحة نادرة عن اللحظة التي ترقّ لها القلوب: إعلان سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا اعتزالهما بعد نهاية مشوار إنتر ميامي في الأدوار الإقصائية من الدوري الأمريكي.
قال ميسي: “الأمر صعب جدًا، لأنك تدرك أنك قضيت حياتك كلها في كرة القدم، ثم ترى الأشخاص الذين رافقوك طوال تلك المسيرة يبدؤون في الرحيل، وعندها تدرك أن لحظتك أنت أيضًا ستأتي قريبًا.”
كلمات تختصر معنى الزمن بالنسبة للاعب تجاوز حدود الموهبة ليصبح رمزًا عالميًا، لكنها أيضًا تكشف هشاشة إنسانية خلف أسطورة دامت لعقدين من الزمن.
ميسي .. من برشلونة إلى ميامي… ثم إلى المجهول
ميسي، الذي عاش أجمل فصول مسيرته في برشلونة إلى جانب بوسكيتس وألبا، وجد في إنتر ميامي مساحةً لاستعادة ذلك الترابط العائلي الذي ميّز غرفة ملابس النادي الكتالوني. ومع إعلان الثنائي نهاية رحلتهما، يدرك القائد الأرجنتيني أن ما تبقّى من المشهد قد يكون خاتمة الحكاية التي بدأت في “كامب نو” قبل أكثر من 15 عامًا.
“كنا قريبين جدًا، داخل الملعب وخارجه، ومع عائلاتنا أيضًا. فقدان الأصدقاء خسارة كبيرة داخل وخارج الملعب.”

النهاية تقترب… ولكنها لم تحن بعد
ورغم هذه المشاعر، بدا ميسي متمسكًا بالرغبة في المنافسة. فعندما سُئل عن إمكانية مشاركته في كأس العالم 2026، أجاب بابتسامة تجمع الواقعية بالأمل: “الرغبة والحماس واضحان جدًا، لكن الأمر يعتمد على أن أكون بحالة بدنية جيدة، وأن أظل قادرًا على الأداء بأعلى مستوى.”
ميسي، الذي رفع كأس العالم في قطر 2022 وأعاد الأرجنتين إلى قمة العالم، لا يستبعد خوض مغامرة أخيرة. “سيكون كأس عالم مميزًا في الولايات المتحدة. التنظيم سيكون رائعًا، حتى إن كانت الرحلات طويلة بين كندا والمكسيك. سيكون حدثًا جميلًا، وآمل أن أكون هناك لأدافع عن اللقب.”

بين إرثٍ خالد ومستقبلٍ مفتوح
تمديد عقد ميسي حتى 2028 لا يعني أنه سيبقى في الملاعب حتى ذلك التاريخ بالضرورة، لكنه يمنح إنتر ميامي – والدوري الأمريكي عمومًا – رمزًا يقود حقبة جديدة في كرة القدم الأمريكية. وجوده ليس مجرد استثمار رياضي، بل ظاهرة ثقافية تعيد تعريف العلاقة بين كرة القدم والجماهير في بلدٍ لا يزال يكتشف اللعبة.
عناوين أخرى تهمك
في المقابل، تبدو نظراته إلى بوسكيتس وألبا وهي تودّع الملاعب بمثابة تذكيرٍ شخصي له: أن النهاية ليست بعيدة، لكنها حين تأتي، ستأتي بعد أن يمنح اللعبة آخر ما يملك من سحر.