في مفاجأة علمية تخالف الاعتقاد السائد، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي تورنتو متروبوليتان (TMU) ولافال الكنديتين أن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم قد لا يكون ضارًا بالنوم لدى البالغين كما كان يُعتقد سابقًا، بل إن بعض المستخدمين المنتظمين حققوا نتائج نوم واستيقاظ أفضل من غيرهم.
وبحسب تقرير نشره موقع “ميديكال إكسبريس”، فقد شملت الدراسة أكثر من 1000 بالغ، وركزت على أنماط استخدام الهواتف ليلًا وعلاقتها بجودة النوم والصحة العامة. وأظهرت النتائج أن استخدام الهاتف قبل النوم لم يؤثر سلبًا على جودة النوم أو مواعيد الاستيقاظ.
كما بيّنت الدراسة أن المستخدمين المنتظمين ليليًا سجّلوا جداول نوم واستيقاظ أكثر اتساقًا، بينما أظهر الأشخاص الذين نادرًا ما يستخدمون الهاتف ليلًا أعلى مستويات انتظام النوم والرضا. في المقابل، جاءت فئة “المستخدمين غير المنتظمين” — الذين يستخدمون الهاتف أكثر من مرة أسبوعيًا ولكن ليس قبل النوم — كأسوأ الفئات من حيث جودة النوم.
العوامل المرتبطة بالعمر
أوضحت كولين كارني، أستاذة في جامعة تكساس، أن كثيرًا من الدراسات السابقة لم تأخذ في الاعتبار عوامل مهمة مثل العمر وتوقيت التعرض للضوء وشدته. وقالت:
“قد يكون هناك ما يدعو للحذر من التعرض المفرط للضوء الأزرق في المساء لدى المراهقين، لأن مرحلة البلوغ تزيد من حساسية الضوء، لكن هذه الحساسية تتراجع مع التقدم في العمر”.
نصائح عملية للبالغين
وقدّمت كارني نصيحة عملية للبالغين قائلة:
“إذا شعرت بتحسّن عند تجنّب الهاتف قبل ساعة من النوم، فاجعل ذلك عادة. أما إذا لم تلاحظ أي فرق — كما هو الحال لدى المشاركين في هذه الدراسة — فقد لا تكون الأجهزة هي المشكلة”.