بيب غوارديولا يتعرض لصدمة في مانشستر.. ماذا فعل؟


ديلي سبورت عربي – إنجلترا

إغلاق مطعم بيب غوارديولا لم يكن خبرًا عابرًا في مانشستر، بل انعكاسًا مباشرًا لتقاطع عالم كرة القدم مع ضغوط الاقتصاد المتصاعدة. المطعم الكتالوني الفاخر Tast Catala، الذي مثّل واجهة ثقافية وملتقى لنجوم الدوري الإنجليزي، يطوي صفحته بعد سبع سنوات، في توقيت حساس للمدينة ولقطاع الضيافة البريطاني عمومًا.

بيب غوارديولا.. من مشروع كتالوني إلى رمز للأزمة

افتُتح Tast Catala عام 2018 بشراكة بين بيب غوارديولا والطاهي العالمي باكو بيريز، إلى جانب أسماء إدارية بارزة في مانشستر سيتي. لم يكن المطعم مجرد استثمار، بل امتدادًا لهوية غوارديولا الثقافية، حيث قدّم مطبخ كتالونيا في قلب مانشستر، واستضاف لاعبين ومدربين من الصف الأول.

لكن بيان الإغلاق الرسمي أشار بوضوح إلى “ظروف تجارية بالغة الصعوبة وارتفاع غير مسبوق في التكاليف”، وهي صياغة باتت مألوفة في قطاع يواجه ضغوطًا متراكمة.

ارتفاع التكاليف… الأرقام تتكلم

  • زيادة متوقعة في الحد الأدنى للأجور إلى 12.71 جنيهًا إسترلينيًا للساعة.
  • قفزة حادة في الضرائب التجارية (Business Rates) على المطاعم والحانات.
  • استمرار ضريبة القيمة المضافة (VAT) عند 20% دون أي تخفيف.
  • ارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الغذائية.

هذه العوامل مجتمعة جعلت استمرار مطعم فاخر في شارع راقٍ مثل King Street معادلة شبه مستحيلة.

الضيافة البريطانية… نزيف مستمر

تشير بيانات اتحاد الضيافة البريطاني إلى أن:

  • القطاع سيدفع 76% زيادة متوسطة في الضرائب.
  • أكثر من 2000 حانة أغلقت خلال خمس سنوات.
  • التغييرات الجديدة قد تكلّف القطاع 1.4 مليار جنيه إسترليني إضافية.

إغلاق مطعم بيب غوارديولا أصبح بذلك حالة نموذجية، لا استثناءً.

غوارديولا خارج الخطوط… لكن داخل العاصفة

رغم أن غوارديولا لم يُدلِ بتصريحات مباشرة، إلا أن رمزية اسمه منحت القضية بعدًا أوسع. مدرب مانشستر سيتي، الذي اعتاد السيطرة داخل الملعب، وجد مشروعه خارج كرة القدم عاجزًا أمام قرارات اقتصادية لا تعترف بالأسماء الكبيرة.

المفارقة أن المطعم ظل مقصدًا لنجوم مثل إرلينغ هالاند، كيفن دي بروين، وميكيل أرتيتا، لكن النجومية لم تكن كافية لمقاومة الواقع المالي الجديد.

هل ما حدث إنذار لما هو قادم؟

إغلاق مطعم بيب غوارديولا لا يخص كرة القدم بقدر ما يسلّط الضوء على مستقبل الاستثمار الرياضي خارج الملاعب. حين تعجز العلامات العالمية عن الصمود، يصبح السؤال مشروعًا:
كم من المشاريع الأخرى ستسقط تباعًا؟

الجواب، على ما يبدو، لن يأتي من المطابخ… بل من أروقة السياسة والاقتصاد.

Leave a comment