أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، مرسوماً رئاسياً يقضي بتشكيل وفد أوكراني لإجراء مباحثات مع روسيا والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى تسوية تنهي الحرب وتحقق السلام.
ووفق وكالة “تاس” الروسية، عين زيلينسكي رئيس مكتبه، أندريه يرماك، رئيساً للوفد، بالإضافة إلى 9 أعضاء آخرين، من بينهم سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم أوميروف، ورئيس الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أندريه غناتوف، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية أوليغ إيفاشينكو.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني في بيان: “أعطى الرئيس توجيهات للمفاوضات، مؤكداً أن أوكرانيا لن تكون أبداً عقبة أمام السلام، وسيدافع ممثلو الدولة عن مصالح الشعب الأوكراني وأسس الأمن الأوروبي.”
وجاء هذا الإعلان في وقت صعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطه على كييف، مؤكداً وجوب قبول خطة السلام قبل موعد نهائي محدد، محذراً من إمكانية استمرار الحرب في حال رفضها، لكنه أشار إلى إمكانية تمديد الموعد إذا سارت الأمور بشكل جيد.
وتنص الخطة الأميركية المقترحة على تنازل كييف عن مناطق في دونباس والقرم، وتجميد خطوط التماس في مناطق جنوبية مثل خيرسون وزابوريجيا، إلى جانب سحب القوات الروسية من أجزاء محددة في خاركيف ودنيبروبيتروفسك وسومي وتشرنيغوف، مقابل ضمانات أمنية من واشنطن وحلفائها، وإعادة إعمار أوكرانيا بمبلغ 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة.
كما تضمن المقترح عدم انضمام أوكرانيا للناتو والاكتفاء بالاتحاد الأوروبي، وإجراء انتخابات خلال 100 يوم.
وفي ظل تلك الضغوط، يرى المراقبون أن زيلينسكي أمام خيارين صعبين: قبول خطة السلام الأميركية مع تقديم تنازلات كبيرة، أو المخاطرة بخسارة الدعم الأميركي واستمرار الحرب.
وأكد زيلينسكي في خطاب مصور: “نواجه واحدة من أخطر الفترات في تاريخ أوكرانيا، بين فقدان كرامتنا وحريتنا وفقدان الدعم الأميركي، لكننا سنختار دوماً الحفاظ على كرامة البلاد”.
في المقابل، بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستفيداً من الخطة، إذ اعتبرها بعض المراقبين وأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الديمقراطي أساساً لحل نهائي بين البلدين، داعياً كييف لقبول المقترح قبل فوات الأوان.