أعلنت الولايات المتحدة عن إجراءات جديدة تشدد القيود على عملاقي صناعة الرقائق الكوريين الجنوبيين سامسونج وSK هاينكس، بإلغاء التصاريح الخاصة التي كانت تسمح لهما باستيراد معدات تصنيع أشباه الموصلات الأمريكية إلى منشآتهما في الصين.
هذه الخطوة، التي ستدخل حيز التنفيذ خلال 120 يومًا، تفرض على الشركتين الحصول على تراخيص فردية لكل شحنة معدات، بينما أكدت وزارة التجارة الأمريكية أنها ستسمح بالتراخيص اللازمة فقط للحفاظ على عمليات المنشآت القائمة دون السماح بأي توسع أو ترقيات تكنولوجية.
وتمثل هذه الإجراءات تغييرًا جذريًا في السياسة الأمريكية بعد منح إعفاءات للشركتين في عام 2022 وسط قيود شاملة على مبيعات التكنولوجيا المتقدمة للصين. كما شمل القرار شركة إنتل، التي باعت منشآتها في الصين مسبقًا هذا العام.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة سلبًا على مبيعات شركات المعدات الأمريكية مثل KLA Corp وLam Research وApplied Materials في السوق الصينية، حيث انخفضت أسهمها فور الإعلان.
ردًا على القرار، أكدت الحكومة الكورية الجنوبية أهمية الحفاظ على استقرار عمليات شركات أشباه الموصلات في الصين لضمان سلاسة سلسلة التوريد العالمية، مع الوعد بمواصلة المناقشات مع واشنطن لتخفيف الآثار.
من جهتها، قالت SK هاينكس إنها ستتواصل مع الحكومات الكورية والأمريكية لـ”اتخاذ الإجراءات اللازمة”، بينما لم تعلق سامسونج رسميًا.
خبراء مثل كريس ميلر، مؤلف كتاب “حرب الرقائق”، يحذرون من أن هذه الخطوة قد تعيق قدرة الشركات الكورية على إنتاج رقائق متقدمة في الصين، مما قد يفتح المجال أمام الشركات الصينية المحلية مثل YMTC وCXMT لتعزيز حصتها السوقية على حساب الكوريين.
كما قد تستفيد منها شركة ميكرون الأمريكية، المنافس الرئيسي في سوق الرقائق الذاكرة.
يأتي هذا التحرك في سياق التوترات التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين، حيث تم تمديد هدنة التعريفات حتى نوفمبر المقبل، مع رسوم جمركية متبادلة بنسب 30% على الواردات الصينية و10% على الصادرات الأمريكية.
تبرز هذه الخطوة أيضًا استراتيجية إدارة ترامب المتشددة تجاه التكنولوجيا الصينية، بما يتضمن اتفاقيات غير تقليدية مثل فرض “ضريبة تصدير” بنسبة 15% على مبيعات شركات مثل إنفيديا وAMD للرقائق الذكاء الاصطناعي في الصين.
وقد تعيد هذه الإجراءات تشكيل خريطة صناعة أشباه الموصلات العالمية، مع تأثيرات محتملة على الأسواق، سلاسل التوريد، والموازين الجيواقتصادية بين القوى الكبرى.