ديلي سبورت عربي – إسبانيا
تحوّل كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة إلى ما يشبه المعركة النفسية بعد صافرة النهاية، حين وجد النجم الصاعد لامين يامال نفسه في قلب مواجهة كلامية مع ثلاثة من كبار لاعبي ريال مدريد: كارفخال، فينيسيوس جونيور، وكورتوا.
اللقطات التي التقطتها الكاميرات لم تكن عابرة، بل فتحت نقاشاً واسعاً حول حدود المنافسة، ومسؤولية النضج داخل الملعب، لتصبح المواجهة أشبه بـ”درس في السلوك الاحترافي” أكثر من مجرد مباراة قمة.
استفزاز قبل الكلاسيكو… وشرارة بعده
قبل أيام من المواجهة، خرج لامين يامال بتصريحات لبرنامج “دوري الملوك” اتهم فيها ريال مدريد بـ”السرقة والشكوى المستمرة”، ثم نشر صورة من فوز برشلونة السابق 4-0 على ملعب البرنابيو، مرفقة بسخرية واضحة.
كانت تلك الكلمات كافية لإشعال غرفة ملابس الملكي، حتى أن زميله رافينيا اعترف لاحقاً بأن يامال “أخطأ بدافع الحماس الشبابي”، لكنها منحت ريال مدريد حافزاً مضاعفاً للفوز.
ردّ ميداني ثم تصفية حسابات علنية
حقق ريال مدريد فوزاً ثميناً بنتيجة 2-1، لكنّ فرحته تحوّلت إلى مشهد جدلي بعد صافرة الحكم.
فقد توجّه كارفخال إلى يامال قائلاً بإشارة “لقد تكلمت كثيراً”، بينما هاجمه فينيسيوس غاضباً حتى تدخّل رجال الأمن لإبعاده.
اللقطة أثارت تساؤلاً جوهرياً: هل كان هذا “تأديباً” مشروعاً للاعبٍ متهور، أم “افتراءً” غير مبرر من نجوم يفترض أنهم قدوة؟
بين يامال وصلاح.. تشابه في التصريحات واختلاف في الرد
المقارنة حضرت سريعاً مع موقف محمد صلاح قبل نهائي دوري الأبطال 2022، حين قال إنه يريد “الثأر من ريال مدريد”.
لكن لاعبي الملكي اكتفوا يومها بالرد داخل الملعب دون أي مشادة بعد الفوز، ما منحهم احتراماً مضاعفاً.
أما في حالة يامال، فقد اختار بعض لاعبي مدريد الرد بعد الصافرة، ليبدو المشهد أقرب إلى انتقام شخصي منه إلى احتراف رياضي.
ردود برشلونة: النضج قبل الغضب
انتقد فرينكي دي يونغ سلوك كارفخال قائلاً إن “النصيحة أفضل من الإهانة”، فيما دافع جيرارد بيكيه عن زميله الشاب، معتبراً أن ريال مدريد “يهاجم ما لا يستطيع امتلاكه”.
ويرى مراقبون أن الفارق بين يامال وخصومه ليس في الموهبة، بل في درجة النضج، فبينما يخطئ الشاب بالاندفاع، يتحمل الكبار مسؤولية ضبط النفس.
صورة النصر أم مرارة “الافتراء”؟
أثبت الكلاسيكو أن لامين يامال ما زال يتعلم معنى الصراع الكبير، لكنه أيضاً كشف أن بعض الكبار ما زالوا أسرى الانفعال.
وبين براءة الموهبة وحدّة الرد، خسر الجميع جزءاً من بريق الكلاسيكو، الذي تحوّل من ساحة مجدٍ إلى مشهد “ثأر” غير محسوب.
